أيهما أعظم حُسنًا يوسف عليه السلام أم محمد صلى الله عليه وسلم
قَوْله صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء : ( فَلَمَّا خَلَصْت إِذَا يُوسُف ) زَادَ مُسْلِم فِي رِوَايَة ثَابِت عَنْ أَنَس " فَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْر الْحُسْن " وَفِي حَدِيث أَبِي سَعِيد عِنْد الْبَيْهَقِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَة عِنْد اِبْن عَائِذ وَالطَّبَرَانِيِّ " فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَحْسَن مَا خَلَقَ اللَّه , قَدْ فَضَلَ النَّاس بِالْحُسْنِ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب "
وَهَذَا ظَاهِره أَنَّ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلام كَانَ أَحْسَن مِنْ جَمِيع النَّاس .
لَكِنْ رَوَى التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث أَنَس :
(( مَا بَعَثَ اللَّه نَبِيًّا إِلا حَسَن الْوَجْه حَسَن الصَّوْت وَكَانَ نَبِيّكُمْ أَحْسَنهمْ وَجْهًا وَأَحْسَنهمْ صَوْتًا ))
فَعَلَى هَذَا فَيُحْمَل حَدِيث الْمِعْرَاج عَلَى أَنَّ الْمُرَاد غَيْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَيُؤَيِّدهُ قَوْل مَنْ قَالَ : إِنَّ الْمُتَكَلِّم لا يَدْخُل فِي عُمُوم خِطَابه .
وَأَمَّا حَدِيث الْبَاب فَقَدْ حَمَلَهُ اِبْن الْمُنِير عَلَى أَنَّ الْمُرَاد :
أَنَّ يُوسُف أُعْطِيَ شَطْر الْحُسْن الَّذِي أُوتِيهِ نَبِيّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ .[1]
[1] الفتح (7/250) .
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد سيد الخلق أجمعين ، وعلىسائر الأنبياء والمرسلين