منتديات الحلم الجديد لكل ما تريد
منتديات الحلم الجديد لكل ما تريد
منتديات الحلم الجديد لكل ما تريد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الحلم الجديد لكل ما تريد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب الله
عضو متميز

عضو متميز
محب الله


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1672
النقاط النقاط : 3051
التقييم التقييم : 1
العمل العمل : عضو فى المنتدى

القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: القرآن الكريم   القرآن الكريم Icon_minitimeالإثنين 7 يونيو 2010 - 12:15


القرآن الكريم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى ( إن هذا القرآن يهدى للتى هى اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجرا كبيرا ) الإسراء 9
لقد شاء الله تعالى أن يختار محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا إلى العالمين وخاتما للانبياء والمرسلين.
وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على قلب نبيه : هداية للناس , ودستور حياة ومنهج عمل , ينظم علاقة الإنسان بربه , وبنفسه , وبمجتمعه , ويرسم له طريق السعادة فى الدنيا والآخرة.

والقرآن الكريم هو :
كلام الله تعالى المعجز, المنزل على النبى محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام , المتعبد بتلاوته , المنقول بالتواتر , المكتوب فى المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس.

نزول القرآن منجما :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فى شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث عشرة سنه بدأ نزول القرآن الكريم الموحى به من الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى ليلة مباركة من ليالى هذا الشهر المبارك _ ليلة القدر _ وكان أول ما أنزل قوله تعالى ( أقرأ بأسم ربك الذى خلق , خلق الإنسان من علق . إقرأ وربك الأكرم , الذى علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم ) سورة العلق 5:1
والذى نزل بالقرآن على النبى صلى الله عليه وسلم هو جبريل عليه السلام , وهو الوحى الكريم.
قال تعالى ( قل أنزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) النحل 102
وقال ( وإنه لتنزيل رب العالمين, نزل به الروح الأمين, على قلبك لتكون من المنذرين, بلسان عربي مبين ) الشعراء 195:192
وبعد ذلك إستمر نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم على فترات , فنزل بعضه فى مكه , وبعضه فى المدينه , فى السفر وفى الإقامة , فى الحرب والسلم , يتدرج مع الأحداث والوقائع والمناسبات خلال ثلاثة وعشرين عاما.
فعن إبن عباس رضى الله عنهما قال ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنه , فمكث فى مكة ثلاث عشرة سنه يوحى إليه , ثم أمر بالهجرة عشر سنين , ومات وهو إبن ثلاث وستين ) صحيح البخارى
وقد جاء التصريح بنزوله مفرقا فى قوله تعالى ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث , ونزلناه تنزيلا ) الاسراء 106
أى جعلنا نزوله مفرقا كى تقرأه على الناس على مهل وتثبت , ونزلناه بحسب الوقائع والاحداث.

حكمة نزول القرآن منجما:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك حكم كثيرة لنزول القرآن الكريم مفرقا ومنجما , منها ما يلى :
1- تثبيت فؤاد النبى صلى الله عليه وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
أثار الكفار ضجة حول عدم نزول القرآن جملة واحدة كالإنجيل والتوراة , وما إعتاده العرب فى قصائدهم وخطبهم , فرد الله عليهم مبينا حكمته فى ذلك بقوله تعالى ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) الفرقان 32
أى انزلناه مفرقا لتثبيت قلبك , فتعيه وتحفظه شيئا على شيء , وجزء على جزء , ولتعمل بأوامره وإرشاداته.

2- تيسير حفظه وفهمه :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد نزل القرآن على أمة أمية لا تعرف القراءه والكتابة , فما كان لها ان تحفظ القرآن كله بيسر لو نزل جملة واحدة , فكان نزوله مفرقا خير عون لها على حفظه فى صدورهم وفهم آياته, فكلما نزلت الآية أو الآيات حفظها الصحابة , وتدبروا معانيها , ووقفوا عند احكامها . قال تعالى ( هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين ) الجمعة 2

3- التحدى والإعجاز :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو نزل القرآن جملة واحدة لقال المعارضون : جاءنا مرة واحدة فلا نستطيع أن نعارضه , ولو جاءنا مفرقا لعارضناه , فأراد الله تعالى ان يقطع عليهم الأعذار والتعلل , فأنزله مفرقا , وتحداهم بأن يأتيهم بسورة واحدة من مثله . قال تعالى ( وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وأدعو شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين ) البقرة 23

4- مسايرة الحوادث وبناء المجتمع:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
لقد تناول القرآن الكريم فى البداية أصول الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر , وما فيه من بعث وحساب وجنة ونار , حتى ينزع من نفوس المشركين الوثنية , ويغرس فيها عقيدة الإسلام.
ثم امرهم بمحاسن الأخلاق ليزكى نفوسهم , ونهاهم عن الفحشاء والمنكر ليقتلع جذور الفساد والشر. ويبين قواعد الحلال والحرام التى يقوم عليها الإسلام.

<FONT face="times new roman"><FONT color=#000000>وكان كلما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن مسألة , كعلم الساعة : ( يسألونك عن الساعة ....) ومعرفة الرو


رد مع اقتباس رد


مجد الاسلام
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة مجد الاسلام
البحث عن جميع مواضيع مجد الاسلام



مجد الاسلام
عضو مشارك
رقم العضوية : 20569
الإنتساب : Apr 2010
الدولة : ارض الكنانه
المشاركات : 112
بمعدل : 2.19 يوميا

مجد الاسلام متصل الآن عرض البوم صور مجد الاسلام



مشاركة رقم : 2
كاتب الموضوع : مجد الاسلام المنتدى : القسم الإسلامي العام
افتراضي
قديم بتاريخ : منذ 3 أسابيع الساعة : 10:44 AM

وكان كلما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن مسألة , كعلم الساعة: ( يسألونك عن الساعة ....)ومعرفة الروح( ويسألونك عن الروح ...),يتنزل القرآن بما يبين وجه الحق لهم , كما قال تعالى( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا )الفرقان 33
وهكذا كان القرآن يتنزل وفق الحوادث التى تمر بالمسلمين , ولهذا كله أدلته من نصوص القرآن الكريم إذا تتبعنا مكيه ومدنيه وقواعد تشريعه.

5- التدرج فى التشريع:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد تدرج التشريع فى العبادات والمعاملات المالية , فأصولها نزلت بمكة , ولكن تفصيل أحكامها نزل بالمدينة . واوضح مثال للتدرج فى التشريع , تحريم الخمر:
فقد نزل فى مكة قوله تعالى :( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن فى ذلك لآية لقوم يعقلون ) الفرقان 3
فإن وصف الرزق بأنه حسن دون دون وصف السكر , يشعر بمدح الرزق والثناء عليه وحده .
ثم نزل فى المدينة قوله تعالى ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) البقرة 219


فقد نفرت الآية من الخمر بترجيح المضار على النافع , فقيل بعد نزول هذه الآية : حرمت الخمر . فقالوا يا رسول الله دعنا ننتفع بها , فسكت عنهم.


ثم نزل قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) النساء 43,حيث جاء النهى عن قرب الصلاة فى حال السكر , فقيل: حرمت الخمر , فقالوا : ( يا رسول الله لا نشربها قرب الصلاة , فسكت عنهم )


ثم نزل قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) المائدة 90, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حرمت الخمر ) فحرموها , وكسروا اوانيها بعد نزول هذه الآيه.


6- الدلالة القاطعة على ان القرآن الكريم تنزيل من الله الحكيم الحميد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
إن هذا القرآن الذى نزل منجما على مدار ثلاثة وعشرين عاما يقرؤه الإنسان , ويتلو سوره , فيجده محكم النسج , مترابط المعانى , رصين الأسلوب , متناسق الآيات والسور , كأنه عقد فريد نظمت حباته بما لم يعهد له مثيل فى كلام البشر.
ولو كان هذا القرآن من كلام البشر , قيل فى مناسبات متعددة , وأحداث متعاقبة , لوقع فيه التفكك والانفصام, واستعصى أن يكون بينه التوافق والانسجام . قال تعالى ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا ) النساء 82.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الله
عضو متميز

عضو متميز
محب الله


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1672
النقاط النقاط : 3051
التقييم التقييم : 1
العمل العمل : عضو فى المنتدى

القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم   القرآن الكريم Icon_minitimeالإثنين 7 يونيو 2010 - 12:21

حفظ القرآن الكريم وتدوينه فى عهد النبوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
أكرم الله امة محمد صلى الله عليه وسلم ببقاء القرآن محفوظا فى الصدور والسطور كما نزل. فكيف تحقق ذلك؟

نحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اميا . قال تعالى : ( هو الذى بعث فى الأميين رسول منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) الجمعه 1, ومن شأن الأمى ان يعتمد على حافظته وذاكرته , لأنه لا يقرأ ولا يكتب , لذلك صرف همته صلى الله عليه وسلم إلى حفظ ما ينزل عليه من القرآن الكريم , فكان يسابق جبريل عليه السلام بتحريك لسانه وشفتيه مخافة أن ينفلت منه حرف من القرآن , حتى طمأنه الله بأنه سييسر له حفظه وفهمه , قال تعالى : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه وقرآنه . فإذا قرأناه فأتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه ) القيامة 16/19. وصار بعد ذلك إذ أتاه جبريل استمع ، فإذا أنتهى قرأه كاملا كما وعده الله . وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعناية الله وتوجيهه سيد الحفاظ للقرآن الكريم , وكان جبريل عليه السلام ينزل كل عام فى رمضان فيعرض عليه القرآن ويذاكره فيه , وفى عام وفاته عارضه مرتين , فقال صلى الله عليه وسلم : ( ما أراه إلا قد حضر أجلى )

أما الصحابة رضوان الله عليهم فقد كانوا يتسابقون إلى سماع القرآن من فم الرسول عليه الصلاة والسلام , ويبذلون قصارى جهدهم لاستظهاره وحفظه , ويعلمونه ازواجهم , وأولادهم , وإخوانهم ممن لم يشهدوا نزول ما نزل من القرآن الكريم , فقد روى عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أنه قال : ( كان الرجل إذا هاجر دفعه النبى إلى رجل منا يعلمه القرآن , وكان يسمع لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجة بتلاوة القرآن , حتى أمرهم رسول الله ان يخفضوا اصواتهم لئلا يتخالطوا ) رواه أحمد .
كما كان الصحابة يحرصون على تلاوة القرآن الكريم امام الرسول ليتثبتوا من حفظه على الوجه الذى سمعوه منه صلى الله عليه وسلم , وكان النبى عليه الصلاة والسلام يذكى فيهم روح العناية بحفظ القرآن , ويبشرهم بالمنزلة الرفيعة يوم القيامة , فى قوله : (يقال لقاريء القرآن اقرأ وارق , ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا , فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أبو داود والترمذى والنسائى .
ومن هنا كان حفاظ القرآن فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحصون , ويكفى أن تعلم أنه استشهد فى وقعتى بئر معونه واليمامة مائة وأربعون من كبار الحفاظ .

ثانيا : تدوينه:
ــــــــــــــــــــــــ
لم يكتف النبى صلى اله عليه وسلم بحفظ القرآن الكريم فى صدره وصدور الصحابة رضوان الله عليهم , بل أراد أن يحفظه أيضا فى السطور كما حفظ فى الصدور , زيادة فى التوثق والضبط والاحتياط الشديد فى كتاب الله عز وجل , حتى تماثل الكتابة الحفظ . ولذلك فقط اتخذ عليه الصلاة والسلام كتابا للوحى اختارهم من خيرة الصحابة المجيدين المتقنين , للقيام بهذه المهمة العظيمة , وهى تدوين القرآن الكريم. وقد اشتهر منهم ( الخلفاء الراشدون الأربعة , وزيد بن ثابت , وابى بن كعب , ومعاذ بن جبل , ومعاوية بن أبى سفيان ) وغيرهم من الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم أجمعين . وكان هؤلاء يكتبون للنبى ما ينزل عليه من القرآن فور نزوله بإملاء وتوجيه منه , ويضعون ما يكتبون فى بيته صلى الله عليه وسلم . وكانت الأشياء التى يكتبون عليها هى العسب وهو جريد النخل , واللخاف وهى الحجارة الرقيقة , والرقاع وهى جلود الحيوانات , وعظام الأكتاف وغيرها مما يصلح للكتابة , وذلك لأن صنع الورق لم يكن مشتهرا عند العرب فى ذلك العصر.

وهكذا تم تدوين القرآن الكريم بإشراف النبى صلى الله عليه وسلم تدوينا تاما سليما , وحفظت أصول هذا التدوين فى بيته الكريم , كوثيقة رسمية يرجع إليها عند الحاجة .

وتحقيقا لعهد الله سبحانه بحفظ كتابه العزيز من كل خلط وتحريف وتبديل فى قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر 9 , ظل المسلمون يحفظون القرآن ويبذلون الجهد العظيم فى نشره وتعليمه من وقت نزوله إلى يومنا هذا , وسيظلون كذلك إلى ان تقوم الساعة , لأنه بالنسبة إليهم غذاء الروح , وقاعدة السلوك , ونصوص الصلاة , واداة الدعوة إلى الإسلام , ودستورهم فى كل شئون الحياة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الله
عضو متميز

عضو متميز
محب الله


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1672
النقاط النقاط : 3051
التقييم التقييم : 1
العمل العمل : عضو فى المنتدى

القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم   القرآن الكريم Icon_minitimeالإثنين 7 يونيو 2010 - 12:22


جمع القرآن الكريم فى عهد أبى بكر الصديق رضى الله عنه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه بعد أن ادى الرسالة , وبلغ الأمانة , ونصح الأمة. وتولى أمر المسلمين بعده أبو بكر الصديق رضى الله عنه , وقد واجهته فى اول خلافته ردة بعض القبائل , فجهز الجيوش لمحاربتها , وسارع على ساحة الجهاد حفظه القرآن الكريم , واستشهد منهم فى معركة اليمامة سبعون , فهال ذلك عمر بن الخطاب , ودخل على أبى بكر فوجده فى حزن والم , فأشار عليه أن يجمع القرآن خشية الضياع بموت الحفاظ . وقد روى البخارى فى صحيحه قصة هذا الجمع , وهذا نصها :

عن زيد بن ثابت رضى الله عنه انه قال : ( أرسل إلى ابو بكر بعد مقتل أهل اليمامة , فإذا عمر جالس عنده , فقال أبو بكر : إن عمر أتانى فقال
: إن القتل قد إستحر يوم اليمامة بقراء القرآن , وإنى ارى ان تأمر بجمع القرآن , فقلت لعمر : كيف نفعل ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ , فقال عمر : هو والله خير . فلم يزل يراجعنى فى ذلك حتى شرح الله صدرى لذلك , ورأيت فى ذلك الذى رأى عمر , قال زيد : قال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل , لا نتهمك , وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فتتبع القرآن وإجمعه . قال زيد : فوالله لو كلفنى نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرنى به ...فقلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال ابو بكر : هو والله خير , فلم يزل يراجعنى حتى شرح الله صدرى للذى شرح له صدر أبو بكر وعمر . فتتبعت القرآن اجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال , فكانت الصحف عند أبى بكر حتى توفاه الله تعالى , ثم عند عمر فى حياته , ثم عند حفصة بنت عمر رضى الله عنهم أجمعين ........راجع صحيح البخارى

وقد إنتهج زيد بن ثابت فى جمع القرآن خطة فى غاية الدقة والإحكام , حيث لم يكتف بما حفظ فى قلبه , ولا بما كتبه بيده , ولا بما سمع بأذنه , بل جعل يتتبع ويستقصى آخذا على نفسه أن يعتمد فى هذا الجمع على مصدرين أثنين:
1-ما كان محفوظا فى صدور الرجال .
2-ما كتب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حيث كان لابد ان يتضافر الأمران ( الحفظ والكتابة ) وبلغ من شدة حرصه واحتياطه أنه كان لا يقبل شيئا من المكتوب حتى يشهد شلهدان عدلان أنه كتب بين يدى رسول الله صلى الل عليه وسلم . وقد إستعان فى هذا العمل بعدد من كبار حفظه القرآن من الصحابة المشهود لهم بالضبط والإتقان , منهم أبى بن كعب , وعلى بن أبى طالب , وعثمان بن عفان رضى الله عنهم اجمعين .

ولقد منح الله صحابة رسول الله قدرة عجيبة على حفظ القرآن الكريم فى صدورهم وعقولهم لدرجة جعلت على بن أبى طالب يقول ( سلونى عن القرآن ما شئتم , فوالله ما من آية من آيات الله إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار , بسهل أو بجبل )

مزايا مصحف أبى بكر الصديق:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امتازت الصحف التى جمعت فى عهد أبى بكر فى ( مصحف واحد ) بما يلى :

أولا : التحرى التام , والتتثبت الكامل .

ثانيا : لم يسجل فى المصحف إلا ما ثبت عدم نسخ تلاوته .

ثالثا : إجماع الأمة على سلامة نقله بالتواتر .

رابعا : شموله للأحرف السبعة التى نقلت بالنقل الثابت الصحيح .

وهذه المزايا جعلت الصحابة يثنون على أبى بكر الصديق . فهذا على كرم الله وجهه يقول : ( أعظم الناس فى المصاحف أجرا أبو بكر , رحم الله أبا بكر , فهو أول من جمع كتاب الله بين اللوحين ) .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الله
عضو متميز

عضو متميز
محب الله


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1672
النقاط النقاط : 3051
التقييم التقييم : 1
العمل العمل : عضو فى المنتدى

القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم   القرآن الكريم Icon_minitimeالإثنين 7 يونيو 2010 - 12:24


نسخ القرآن الكريم فى مصاحف ونشره فى الأمصار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان _ رضى الله عنه _ وفى سنة ثلاثين للهجرة تم توحيد المسلمين على مصحف واحد أقر من جميع الصحابة _ رضوان الله عليهم _ وبقى هذا المصحف الإمام لجميع المسلمين إلى يومنا هذا . وفيما يلى بيان ذلك :

الأسباب التى دعت عثمان بن عفان _ رضى الله عنه _ إلى هذا العمل هى :
1-نزول القرآن على سبعة أحرف :
نزل القرآن الكريم على سبعة احرف , فلهجات القبائل العربية يختلف بعضها عن بعض , وقد نزل القرآن الكريم على النبى محمد صلى الله علسه وسلم جامعا بين سبع لهجات من لهجاتهم , ولم تكن هذه اللهجات معروفة فى جميع البلدان , ولم يكن من السهل عليهم أ يعرفوها كلها حتى يتحاكموا إليها فيما يختلفون فيه , وكل صحابى يقرئهم بما يعرف فقط من الحروف , ولم يكن بين أيديهم مصحف جامع يرجعون إليه .

2-تفرق الصحابة فى الأمصار وتعدد القراء:
ذكر الطبري : أن عمر بن الخطاب _ رضى الله عنه _ حظر على أعلام قريش من المهاجرين ومنعهم من الخروج من المدينة على البلدان _ خلال خلافته _ إلا بإذنه , وبعد ان تولى الخلافة عثمان _ رضى الله عنه _ أباح ما منع عمر , وتفرق الصحابة فى الأمصار , فأختلفوا فى القراءات , فقرأ أهل دمشق عن المقداد بن الأسود , وقرأ اهل الكوفة عن عبد الله بن مسعود , وقرأ أهل البصرة عن أبى موشي الأشعرى , وقرأ كثير من أهل الشام بقرأءة أبى بن كعب.

3-انتشار الفتح والتوسع الإسلامى:
لما توسعت رقعة الدولة الإسلامية وانتشر القراء فى الأرض اختلفوا فى قراءاتم اختلافهم فى لهجاتهم , وفخر بعضهم على بعض بحسن قراءته وصدق روايته .

4-اختلاف غلمان الكتاتيب بالمدينة فى القراءة:
صار الغلمان يلتقون فيختلفون , حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين , وخطأ بعضهم بعضا , فبلغ ذلك عثمان _ رضى الله عنه _ فقال : أنتم عندى تختلفون فمن نأى عنى أشد إختلافا ( إذا كان الناس تختلف فى القراءة وأنا بينهم فما بال من هم بعيدون عنى ؟).

5-حدوث إختلاف فى القراءة فى الأقطار النائية :
وحدث ما توقعه الخليفة , وكان الذين يسمعون اختلاف القراءات فى تلك الأمصار يعجبون من ذلك ويخشون الفتنة .

6_ما أشار به بعض الصحابة على الخليفة الثالث:
.روى البخارى فى صحيحه عن أنس أن ( حذيفة بن اليمان ) قدم على عثمان , وكان يغازى أهل الشام فى فتح ارمينية وأذربيجان مع أهل العراق , فأفزع حذيفة اختلافهم فى القراءة , وقال لعثمان : أدرك هذه الأمة قبل ان يختلفوا فى الكتاب اختلاف اليهود والنصارى .

تنفيذ الجمع:
لهذه الاسباب رأى عثمان ( رضى الله عنه ) أن يتدارك الأمر قبل أن يتسع , ويقضى على الخلاف الذى يمكن أن يعصف بوحدة الجماعة , فجمع أعلام الصحابة وفقهاءهم من المهاجرين والأمصار , واستشارهم لحل هذه المشكلة , فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يرسل منها على الأمصار , وأن يؤمر الناس بإحراق ما عداها , وألا يعتمدوا سواها , وبهذا جمع عثمان _ رضى الله عنه _ الناس على مصحف واحد باتفاق اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم .
وقد شرع عثمان فى تنفيذ هذا القرار الحكيم , وعهد فى نسخ المصاحف إلى لجنة تشكلت من اربعة رجال هم :
1-زيد بن ثابت : وكان من الانصار , واختاره عثمان رضى الله عنه بعد أن سأل الصحابة : أى الناس اعرب ؟ قالوا سعيد بن العاص , قال فأى الناس أكتب ؟ قالوا : زيد بن ثابت _ كاتب الوحيى _ قال : فاليملل سعيد , ولكيتب زيد .

2-سعيد بن العاص : وكان من افصح قريش .

3-عبد الله بن الزبير: وهو من ثقات الحفاظ من قريش .

4-عبد الرحمن بن الحارث بن هشام : وهو من ثقات الحفاظ , وايضا من قريش .

وأرسل عثمان إلى حفصة أم المؤمنين أن ارسلى إلينا بالصحف ننسخها فى المصاحف ثم نردها إليك , فأرسلت بها , فأمر اللجنة بنسخها فنسخوها فى المصاحف .
وهكذا نرى أن اللجنة قد اتخذت صحف حفصة أساسا لنسخ مصاحف عثمان مع مطابقتها على المحفوظ فى صدور الصحابة الكرام .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الله
عضو متميز

عضو متميز
محب الله


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1672
النقاط النقاط : 3051
التقييم التقييم : 1
العمل العمل : عضو فى المنتدى

القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم   القرآن الكريم Icon_minitimeالإثنين 7 يونيو 2010 - 12:24

منهج النسخ بالمصاحف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وضع عثمان _ رضى الله عنه _ منهجا محددا يتضمن ما يلى :
1- إذا اختلفت لهجة قريش مع غيرها كتبت وفق لهجة قريش , حيث قال عثمان للقريشيين الثلاثة كما جاء فى صحيح البخارى ( اذا اختلفتم انتم وزيد بن ثابت فى شيء من القرآن , فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ) ففعلوا.

2- ألا يكتب أعضاء اللجنة إلا ما تحققوا انه قرآن , وايقنوا صحته عن النبى صلى الله عليه وسلم ....وهذا من اجل تحرى الدقة والتوثيق .

3- أن يعتمدوا فى ترتيب الآيات والسور على ما هو مشهور بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ووفق ما كان فى مصحف أبى بكر _ رضى الله عنه _ وقد ورد ان الذين رتبوا النسخ كانوا لا يكتبون شيئا إلا بعد عرضه على الصحابة الكرام , وإقرارهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ على النحو الذى نجده الآن فى المصاحف .

4- استيعاب كافة وجوه القراءات المتلقاة عنه صلى الله عليه وسلم . قال ابن الجزرى ( أجمعت الأمه على ما تضمنته مصاحف عثمان _ رضى الله عنه _ وترك ما خالفها من زيادة ونقص ) .

إرسال النسخ إلى الأمصار وإجماع الصحابة عليها:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما تم نسخ المصحف رد عثمان رضى الله عنه الصحف إلى أم المؤمنين حفصة رضى الله عنها , وأرسل إلى كل مصر من الأمصار نسخة مما نسخوا , وامر بما سواه من الصحف التى كان يكتبها الأفراد لأنفسهم أن تحرق , وقد انصاع الناس لأمره فى سائر الأمصار , وأقره على رأيه الصحابة من اهل الشورى .
قال مصعب بن سعد : ( أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان رضى الله عنه المصاحف فأعجبهم ذلك ) وقال : ( لم ينكر ذلك منهم أحد ) .

وقال على رضى الله عنه وكرم وجهه : ( لو وليت ما ولى عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل ), وبذلك تمت موافقة الأمة كلها على مصحف إمام يرجع إليه الناس عند اختلافهم فى القراءات هو مصحف عثمان . البرهان للزركشي الجزء الاول.وقد سبق وأن أقر النبى صلى الله عليه وسلم إجتماع الامة ما دام فى الخير حيث قال ( لا تجتمع أمتى على ضلالة ). اخرجه ابو داود وإبن ماجه وحسنه الالبانى.

خصائص المصحف العثمانى ( الإمام ):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
يتميز المصحف العثمانى ( المصحف الإمام ) بما يلى :

1- الاقتصار على ما ثبت بالتواتر , واتصال السند القرآنىبرسول الله صلى الله عليه وسلم .
2- أنه كتب بطريقة تجمع وجوه القراءات والأحرف التى نزل عليها .
3- كتابته بلسان قريش لأنه نزل بلسانهم .
4- ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن .
5- إهمال ما نسخت تلاوته ولم يستقرفى ( صحف حفصة )
6- تجريدة من كل ما ليس قرآنا , كالذى كان يكتبه بعض الصحابة فى مصاحفهم الخاصة شرحا لمعنى أو بيانا لناسخ أو غير ذلك .

عدد المصاحف التى استنسخت :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيل إن عثمان ( رضى الله عنه ) جعلها سبع نسخ , وارسل منها واحدة إلى كل من مكة , والشام , واليمن , والبحرين , والكوفة , واستبقى مصحفا بالمدينة .
وبذلك العمل الخالد الجليل وصل إلينا المصحف الشريف يحمل بين دفتيه كلام الله عز وجل , مرتبا الآيات فى سورها , ومرتبا السور على هيئتها فى المصاحف التى بين أيدينا كما رتبه , وقرأه , وأمر بكتابته رسول الله صلى الله عليه وسلم , فصان هذا العمل وحدة الأمة الإسلامية فى مشارق الأرض ومغاربها , وجمع شملها ووحد كلمتها فى المحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل .
قال تعالى :( لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ) يونس 64
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الله
عضو متميز

عضو متميز
محب الله


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1672
النقاط النقاط : 3051
التقييم التقييم : 1
العمل العمل : عضو فى المنتدى

القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم   القرآن الكريم Icon_minitimeالإثنين 7 يونيو 2010 - 12:26

3-أسباب النزول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عرفنا فيما سبق من حكمة نزول القرآن الكريم منجما أن بعض الآيات نزلت جوابا لسؤال أو بيانا للحكم فى حادثه , أو تفصيلا لشيء مجمل.

وعلى ذلك فآيات القرآن الكريم من حيث اسباب النزول قسمان :

1-قسم نزل إبتداء وليس لنزوله سبب خاص , وهو معظم آيات القرآن الكريم كآيات الأحكام والآداب التى قصد بها إبتداء إرشاد الخلق وهدايتهم.

2-قسم ىخر شاءت حكمة الله أن يؤقت نزوله بأحداث معينه , فهذه الحوادث التى نشأ عنها نزول هذه الآيات تسمى : ( أسباب النزول ) .

ومن هنا كان تعريف سبب النزول :
بأنه حادثه أو سؤال نزلت الآيات متحدثة عنه أو مبينه لحكمه أيام وقوعه .

1-فالحادثه : كنزول الوحى بقول الله تعالى ( : قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله ....... ) المجادلة 1/4 ., بسبب خولة بنت حكيم بن ثعلبه التى ظاهر منها زوجها . وكنزول قول الله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ) العمران 100 , بسبب ما حدث بين الأوس والخزرج من خصومة بعد أن قام احد اليهود بتاليب الخصومة والعداوة بينهما . ولا تعتبر الحادثة سببا للنزول إلا إذا وقعت فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2-والسؤال : إما عن أمر يتعلق بالماضى , أو الحاضر , أو المستقبل .

-فما يتعلق بما مضى كقوله تعالى : ( ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا ) الكهف 83.

-ومما يتعلق بأمر حاضر قوله تعلى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما اوتيتم من العلم إلا قليلا ) الاسراء 85.

-ومما يتعلق بأمر يتصل بالمستقبل قوله تعالى : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ) . الاعراف 187

طريق معرفة سبب النزول :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الطريق الوحيد لمعرفة سبب النزول هو النقل الصحيح عن الصحابة الذين سمعوا من الرسول صلى الله عليه وسلم وعاصروا إنزال الآيات , وعرفوا ما اقترن به إنزالها من اسباب ومناسبات .

ولذلك ينبغى التثبت من اسباب النزول : فقد كان السلف يتحرجون من القول فى سبب النزول , روى الواحدى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الحديث إلا ما علمتم , فإنه من كذب على متعمدا فليتبوا مقعده من النار , ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار ) نقلا عن مناهل العرفان للزرقانى .

فوائد معرفة سبب النزول :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أثبت العلماء لمعرفة أسباب النزول فوائد كثيرة منها :
1-الاستعانة على فهم الآية وإزالة الإشكال او التعارض المتوه فيها مع غيرها , وذلك مثل قوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) البقرة 115 .

فظاهر هذه الآية يفيد ان للمصلى أن يتوجه فى صلاته إلى أى وجهه يريد , ولا يجب عليه التوجه إلى الكعبة المشرفه سواء اكان مقيما أو مسافرا . وهذا يتعارض مع الأمر بذلك فى قوله تعالى : ( فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوكم شطره ) البقرة 114.

لكن هذا التعارض حينما نعرف سبب نزول الآية الأولى : وهو ما روى عن ابن عمر - رضى الله عنهما – أنها نزلت فى صلاة النافلة للمسافر على الراحلة , فحيثما توجهت به راحلته تيسيرا فى الأداء , أو التخفيف على من لم يعرف القبلة يصلى بجتهاده .

2-معرفة الحكمة التى يشتمل عليها التشريع الإسلامى , وذلك مثل : ما إذا عرفنا ان سبب تحريم الخمر هو ايقاعها العداوة والبغضاء بين الناس , وأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة , وأنها تذهب العقل والمال والوقار والصحة .
وفى معرفة ذلك فائدة للمؤمن , إذ يزداد بحكمة الله فى تشريعه فيدعوه إلى التمسك به , وفائدة للكافر إذ يعلم أن هذا التشريع مبنى على رعاية المصالح ودفع المضار فيدعوه بذلك إلى الدخول فى الإسلام إن كان منصفا .

3- دفع توهم الحصر –لاعما يفيد بظاهره الحصر- وذلك مثل قوله تعالى : ( قل لا اجد فيما اوحى الى محرما على طاعم يطعمه إلا ان يكون ميتة أو كما مسفوحا او لحم خنزير فإنه رجس او فسقا اهل لغير الله به ) الانعام 145.

يفيد ظاهرها أن جميع المطعومات غير المذكورة فى هذه الآية حلال أكلها , وهذا غير صحيح , لأن الله ذكر مطعومات اخرى محرمة مثل : الموقوذة , والمتردية , والنطيحة وما اكل السبع ........ الخ .

والذى يزيل هذا الإشكال , ويدفع توهم الحصر هنا هو معرفة سبب النزول , وهو ان الكفار لما حرموا ما احل الله , واحلوا ما حرم الله , جاءت مناقضة لغرضهم فكانه قال : لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به , ولم يقصد حل ما وراءه , إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل . وبمعرفة سبب النزول هذا يتبين أن الحصر ليس مراد الله - سبحانه – فى هذه الآية .....البرهان للزركشي .

4-تيسير الحفظ وتسهيل الفهم وتثبيت الوحى فى ذهن كل من يسمع الآية إذا عرف سببها , وذلك لإن ربط الأسباب بالمسببات ,والأحكام بالحوادث , والحوادث بالأشخاص والأزمنة والأمكنة , كل ذلك من دواعى تقريب الأشياء واستقرارها فى الذهن , وسهولة تذكرها .

5-معرفة من نزلت فيه الآية , حتى لا يشتبه بغيره , فيعرف فضله او سوءه , كقوله تعالى : ( ومن الناس من شيرى نفسه إبتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد ) البقرة 207 ., وصاحب الفضل هنا صهيب بن سنان الرومى ( رضى الله عنه ) .

على انه ينبغى التنبيه إلى ان اسببب النزول مهما تكن خاصة بفرد , أو بجماعة من الناس , فإن ذلك لا يؤثر فى الحكم الشرعى المستفاد من الآية , بل يبقى الحكم الشرعى عاما ينطبق على كل من يتناوله ذلك الحكم بغض النظر عن سبب النزول , فالقاعدة الشرعية فى ذلك ( أن العبرة بعموم الفظ لا بخصوص السبب ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سور القرآن الكريم (سبب التسميه_سبب النزول_فضل سور القرآن
» ما آخر ما نزل من القرآن الكريم ؟
» كم عدد سور القرآن الكريم ؟
» 0) القرآن الكريم
» ما أول ما نزل من القرآن الكريم ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحلم الجديد لكل ما تريد  :: ارشيف المنتدى السابق-
انتقل الى: