بسم الله الرحمن الرحيم
صباااحكم //مسائكم
معطر بذكر الله
ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم عن كل من أساء إليه طيلة
النهار بكلمة أو مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى
وبهذه الطريقة سوف يكسب الإنسان الأمن الداخلي والاستقرار النفسي
والعفو من الرحمن الرحيم ، وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي أفضل دواء
في العالم
«ادفع بالتي هي أحسن»
«والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»
~.~.~.~
يا من أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها
اغسل قلبك سبع مرات بالعفو وعفّره الثامنة الغفران ؛،
إن تحويل القلب إلى حيّاة للضغينة
وعقارب للحقد
وأفاعي للحسد
أعظم دليل على ضعف الإيمان وضحالة المروءة وسوء التقدير للأمور
وكما يقول شكسبير:
لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت ، ما أطيب القلب الأبيض الزلال ،
ما أسعد صاحبه ، ما أهنأ عيشه ، ما ألّذ نومه ، ما أطهر ضميره ،
ثم هل في هذا العمر القصير مساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم ،
وتسديد فواتير العداوة مع المخالفين؟
إن العمر أقصر من ذلك ، وإن الذي يذهب ليقتصّ من كل من أساء إليه وينتقم
من كل من أخطأ عليه سوف يعود بذهاب الأجر ، وعظيم الوزر ،
وضيق الصدر ، وكثرة الهم مع قرحة المعدة ، وارتفاع الضغط ،
وقد يؤدي ذلك الهلاكـ قطعا
اخواتي ؛،أخواني..
الحياة جميلة ، ألا ترون النهار بوجهه المشرق وشمسه الساطعة وصباحه البهيج
وأصيله الفاتن وغروبه الساحر ،
لماذا لا تشارك الكون بهجته فتضحك كما تضحك النجوم ،
وتتفاءل كما تتفاءل الطيور ، وتترفق كما يترفق النسيم ،
وتتلطف كما يتلطف الطّل ،
الحياة جميلة
إذا أخرجتم منها الشيطان والشر والشك
والشتم والشؤم والشماتة والمشكلة أن بعضنا متشائم
تريه وجه الشمس فيشكو حرّها ، وتخرج له الزهرة فيريك شوكها ،
وتشير إلى نجوم الليل فيمتعض من ظلمته ،
إذاً
اقترح عليك أن تصدر الليلة مرسوماً بالعفو عن كل من أساء إليك
وأنظر حينها كيف يبدو صباااحكـ !!
قال احد النبلاءالشرفاء:
يا لَيلَةَ العفو أَلاّ عُدتِ ثانِيَة ً؟ *** سَقى زَمانَكَ هَطّالٌ مِنَ الدِيَم
هنيئاً للعافين عن الناس ، قبلات على رؤوس الكاظمين الغيظ ،
باقات ورد لمن سامح وأصلح ،
مع الشكر الجزيل للمقنع الكندي حيث يقول:
وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِمُ *** وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا
الإنسان السوي والمؤمن الراشد يكون منزوع الدسم من السم
عنده براءة اختراع لمكارم الأخلاق ،
شعارهـ « ومن عفا وأصلح فأجره على الله »،
غفر الله لنا إساءتنا للغير ، وغفر الله لمن أساء إلينا
«ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين».
فلنجعل من قلوبنا قصور للمحبة لا للكراهية