ظروف غامضة
ظروف غامضة
لا أدري ماذا حصل لي كنت مشتاقة لساعات نوم فلم أنم جيداً الليلة الماضية, وفجأة رن الهاتف الخلوي رأيته وسمعته وأنا ما زلت أحاول إغلاق جفوني, وهل أدري ماذا فعلت به لقد فتحت الخط على صديقة كانت تريد أن ترن لي كما جرت العادة بموضة الهواتف الخلوية للرنات فقط أو ما يسمى (مسد كول), وقد شعرت أنها الآن تدعو علي من فرط المحبة والذكرى لأنها فقدت ثمان وحدات من عمرها على التسعيرة الجديدة ثمان وحدات وقد تكون الحيلة والفتيلة وللصدفة إن سألك صديق لك عن سبب عدم الاتصال به يقول لقد انتهوا وحداتي, لكن كي لا أكذب عليك لدي وحدات لكن ليس لدي أيام أقصد أيام لهاتفي وليس اقترب يومي أي موعد موتي, وهكذا أصبح الحال, حسناً ما القضية لقد شرد عقلي قليلاً وتاه حتى أغلقت المنبه أيضاً وكل مجالات الذكاء والإدراك لدي من غبائي ربما, ثم تابعت النوم القتيل وأنا أسمع آذان الفجر وكنت في رحلة مع بعض الصديقات فقلت لا بد أن أذهب للصلاة لكن صديقتي التي جداً صديقة وبختني وقالت لا تذهبي بلا صلاة, الآن لكن للأسف لم أستمع لرنين الشيطان وذهبت للمصلى الذي كان على شكل طبقات وكل طبقة كانت تتسع لشخص وكانت كل طبقة ثابتة إلا طبقتي كانت تهتز تحت قدمي وتهز معها أعصابي ومشاعري ولم تكن تريد أن تثبت مهما حاولت وفجأة تذكرت إني لم أتوضأ من جديد قبل هذا الفرض وفات وقت الصلاة وأنا ما زلت أتجادل مع ذاكرتي وأفكر هل توضأت أم لا, ونزلت أبحث عن مكان لأتوضأ فيه ووجدت مدخل في نهايته غرفة وفيها مطبخ صغير,وعندما انتهيت من الوضوء سمعت الآذان للمرة الثالثة وفاتت علي الصلاة ومع ذلك عدت للنوم القتيل, ولم أدري إلا بجسدي في الصباح مثقل من التعب من شدة النوم, ومحطم من كثرة الأحلام, أمام ركوة القهوة الحمراء, وحاولت الإسراع لإدراك الوقت وكانت الأشباح تسبقني لأسفل الدرج وتعكس لونها الأحمر على الجدار ولا يتركوني إلا في الماء, لأني كم مرة صليت الفجر قضاء وأنا قد صحوت في وقته وسمعته, لكن إنها غفوة الوسواس, وكل شيء أصبحت أفعله قضاء وهم يكتبونه كل مساء, ومن شوقي وعجلتي نسيت مفتاحي أين ونزلت مباشرة وقابلت أصدقائي في السيارة وبأكثر من مخاطرة كدنا نتورط مع أشخاص غرباء وأقوياء وهربنا منهم بأعجوبة وكنا نريد معرفة الحقيقة وهم كانوا يريدون قتلنا وقتل الحقيقة, وللغرابة تبادلنا إطلاق النار ولم يكن في يدي أي مسدس فهربت أختبأ في بناء مجاور وناديت الجميع ليلحقوا بي ولم يسمعوني أبداً لقد حجبت الأمطار الغزيرة الاتصال بيننا واستطعت عبر ممر في البناء أن أصل إليهم عندما كانوا قد رحلوا, وهم يقولون لي لقد توقف المطر وانتهى الطوفان, فاستدرت وتابعت السير وحدي فقابلت أشخاص كنت أعرفهم لكني لم أراهم بوضوح, لم أرى سوى السيارة التي انقلبت بنا من شدة السرعة قرب ذلك البناء, وفجأة لم أعد اكترث لما حدث وكأن جسدي عاد لمكانه الطبيعي, فتركت كل شيء وراء ظهري, وذهبت لبيت صديقتي المقربة جداً مني, والتي نسيت مفتاحي عندها ثم عدت للبيت ومن شدة تعبي دخلت لأنام لكني تذكرت إني نسيت المفتاح مرة ثانية ولا أعرف ما قصة هذه المفاتيح فاتصلت بها لأسألها عنها, وأجابني طفل صغير ومن خلال عيونه رأيت البيت كله ورأيت المفتاح قرب الموبايل واطمأنت أنه لم يضيع وأنه كان في يدي طوال الوقت, ثم جاء عند صديقتي ضيوف فقد كنت أرى كل من يخرج ويدخل من الباب, وعندما أغلقت السماعة شعرت إني جالسة في الغرفة وقالت فتاة من الضيوف من على قدمه رزة سيكون من النادمين لم أنظر إلى قدمي مع إني شعرت أن كلامها كان موجه لي فاشتعلت غضباً لأني كنت في غير مكان وجسدي هناك, وعندما هّم الجميع لتناول العشاء, خرجت من البيت غاضبة مسرعة والناس تدخل ومن شدة غضبي ضربت كل من صادفته في طريقي دون أن أشعر حتى تورمت يداي, وسرت حتى وصلت حارة وشارع طويل جداً ووقفت قرب بناء وصرخت بأعلى صوتي صرخة هزت البناء, وحرقته وتطايرت نيرانه وأحجاره حتى غطت نصف الحارة, فخفت وركضت نحو البيت ثم سمعت صوت خمس سيارات إسعاف تتوجه نحو تلك الحارة, فعدت لأعرف ماذا حدث فوصل إلى أذني من تمتمات الناس بأن شابين وثلاث فتيات قتلوا أنفسهم لأنهم اختلفوا على من سيدخل البغبغاء, ويسجنه هذه الليلة بأمر من صاحبة البغبغاء, في ذلك البيت الذي خلف الحارة, وكانت جثث الشبان على الأرض متفحمة والفتيات معلقات بالحبال وكان منظرهم مخيف جداً وأردت أن أقترب لكن الشرطي منعني فالشرطة كانت تملأ الحارة, وبغفلة منه استطعت الاقتراب وشاهدت الوالد يحمل فتاته الصغرى بين يديه ويبكي, والأم كانت تجلس على الأرض وتمزق ثيابها وشعرها فقد مات أطفالها الخمسة واحترق منزلها, وما زال الجميع مختلفون على من يسجن البغبغاء هذه الليلة, بأمر من صاحبة البيت الذي خلف الحارة, ودخلت الغرفة التي يجب أن يسجن فيها البغبغاء فتحت بمفتاحي الذي نسيته عند صديقتي ودخلت وماذا وجدت, وجدت البغبغاء بالطبع وشعرت أني لم أفهم شيء وكان من مصلحتي ألا أفهم شيء لأن فهمي سيكون مؤلماً جداً وأصبح عندي أمل صغير جدا بقياس النملة بان تتحسن أموري وأوضاعي قليلا بعدما استيقظت صباحا ولم أتذكر ما حدث ولم أكن أعي ما حدث ثم اكتشفت إني خربت كل شيء وبقي عقلي مشوشاً حتى ساعة متأخرة من هذه الليلة, وحاولت أن أتذكر لكن دون جدوى, وكيف سأتابع أيامي القادمة ولم يعد هناك أيام وكل ما فعلته إني أغلقت المنبه وتابعت النوم القتيل, ولم يعد اجتماع الأصدقاء ممتعاً عندما أصبح مملاً, وأفضل شيء أن يبقى الموبايل صامتاً كصمت الحقيقة التي خلف الحارة,
الجنس
عدد المساهمات
النقاط
التقييم
العمل
موضوع: ظروف غامضة 
الخميس 17 يونيو 2010 - 4:04
شكرا جزيلا اخى 
