تعاسة إمرأة{الزيارة}3
ناولت ثريا كأس الشاي لخالتها وهي تقول مبتسمة:
ـ تذوقي الشاي
أمسكت سمية الكأس بقبضة يدها اليمنى، رشفت منه رشفة ثم قالت:
ـ الله يعطيك العافية،أنت تجيدين فعلا إعداد الشاي.
ثم وهي تواصل كلامها بنبرة مختلفة قائلة:
ـ والدتك أيضا كانت تتفنّن في إعداد الشاي ،وتضيف له {فليو}و{تلقيما} لتعطيه نكهة باهرة.
ثم تتنهد وتواصل كلامها:
ـ كان والدك لايطيب له سوى الشاي الذي تعده أمك....المسكين الله يعلم ماذا جرى له،إذ لايمكن لرجل طيب ومحب للحياة بأن يفرط في في إمرأة حسناء ومثالية ،وإبنة لاتقل جمالا عن أمها ،ومتفوقة في دراستها...
قالت ثريا بنبرة تفائل:
ـ عندي إحساس أن والدي لازال على قيد الحياة،وإنه في مكان ما.
قالت سمية:
ـ والدك لايمكن أن يفقد ذاكرته بين عشية وضحاها،ولايمكن أن تتبدل عواطفه تجاهكم بشكل مفاجيء،فأنت ووالدتك كنتما عينيه...هناك أحد ما له يد في إختفاء والدك.!!.
أغرورقت عيني ثريا بالدموع،وقالت بنبرة حزينة:
ـ لو بقي والدي معنا،لما حصل ماحصل لوالدتي،ولما ألمّت بي الأحزان والآلام.
قالت سمية وكأنها تريد أن تخفف من ماأصابها:
ـ لامرد لقضاء الله ياإبنتي،فزوج أمك الشرير وإن كان السبب في مرضها،إلا أن موتها كان محتما لوفاء أجلها...
ثم تصمت ،وكأنها تستجمع أنفاسها،وتستأنف كلامها :
ـ وهي على فراش المرض بعد أن نال منها المرض ماناله قالت لي أن أكبر غلطة أقترفتها في حياتها هي الزواج بذلك الشرير
ـ لم أر مثيل له ياخالتي،ولم يظهر عدائه وخبثه بشكل واضح إلا بعد أن أصبحت والدتي عاجزة عن ردعه...ماكانت قادرة على إيقافه،
ثم وهي تنظر إلى خالتها بعينين حمراوتين وتقول:
ـ لقد عانت والدتي،ولا أريد أن تعاني وهي في قبرها.
أخدت الخالة الطيبة تمسح دموع بنت أختها،وهي تقول:
ـ دموعك هي التي تترك والدتك تعاني.
ثم وهي تربت عل كتفها ،وتستأنف كلامه وقد علت وجهها إبتسامة عريضة:
ـ أنت ماهرة أيضا في إعداد {الطجين} لقد غشتقت حقا لتذوقه من يدك....ولكن قبل ذلك نريد أن نجلس معا،ونتجادب أطراف الحديث ونحن نستمتع بنكهة هذا الشاي المنعنع
ثم تعانقها برأفة وتستأنف كلامها قائلة:
ـ لننسى الماضي ،ولانشغل أنفسنا إلا بالحاضر.