كييييييد النساء
حكي أن رجلا حلف ألا يتزوج حتى يكتب حيل النساء ومكرهن ؛ فسافر وجال البـــــــــلاد ، حتى كتب في ذلك مجــــــــــلدات كثيرة ، وانصرف راجعاً إلى بلده وأهله ، سعيداً ببلوغ أمنيته ، حتى وصل إلى بيت أحـــــــــد الأمــــــــراء ؛ فحلف عليه أن يبيت عنده ، وأمر أهل بيته بإكــــــــرامه ريثما يتفقد حواشـــــيه .
فســـــألت زوجة الأمير الرجل : مـــــــاهذه الكتب التي معــــــــــك ؟؟!!!!
قــــــــال لهــــــــا: كتبت فيهـــا حيل النســــاء.
فقــــالت له : حيــــل النســـاء كلهـــــــــــــا؟!!!!
قال الرجل : نعـــــــــــــــــم .
فتبسمت عجباً ، وقالت لــــــــه : أنتم ياأهـــل المدن كملتم في كل فضل وفضيلة بإتقان ، إلا إنكم مالكم علــــى السر كتمان .
قال لهــــا : مامعنــــــــى كلامــــــــــك ؟!
قالت المرأة : إنــــي مبيحة لك بسر ؛ فلا أسمعه من أحد غيرك ، فقال لها : وماهــــو ؟
قالت : أنا شابــــــة ، وزوجـــي شيخ كبير ؛ فهل لك أن تأتـــي ليلا ً .. فأنا لي بك حاجــــة ؟
وعنـــــدما حل المساء جاءها كما اتفقا ..
فقالت له : يا خــــــــــــو َّان ، أهكذا تدخل البيوت ؟ أتريد الآن أن أصـــرخ صرخـــة تجمع عليك الناس ، ويجعلون أكبر قطعة فيـــك قدر شحمة أذنيـــك ؟
فلما سمع كلامها أيقن الموت ؛ فقال : ياسيــــدة العرب ، الجيرة أرجووووك .
فقالت له : لا أجارك الله ؛ أتـــــــــزعم أنك كتبت حيل النساء ومكرهن ؟
والله لـــــــو عشت عمر نــــــــوح ، وكان معك مال قرون ، وصبرت صبر أيوب ، ما حصَّــلت عُشر ما للنساء من المكر والدهاء ، ألا ياجاهل ، تمنــــى كيف تموت .
فما قـــدر الرجــــل أن ينطق ، فتضــــرع إليهـــا ، وبكى وقال : ( ياسيدتي .. أنا تااائب إلى الله تعالى على يدك ؛ فأطلقيني واجعلينــــي من بعض عُتـــــقائك .
فقالت له : لا بد من تلف روحــــك ، ثم صرخت صرخـــة فانفتح الباب ؛ فمات الرجـــل في جلـــــــده ، وأغمي عليه ، وعند ذلك قامت بأســــرع من البرق ورفستــــه برجلها ؛ فوقع على وجهه بجانب الطعــــــــــام مغشياً عليـــــــه .
فــــدخل زوجهــــا وقال لها : ماهذه الصـــــــرخة ؟ وماحال ضيفي ؟
فقالت على الفــــــــــور : كان يأكــــل فغــــص بلقمــــة ؛ فخفت عليه أن يمـــــوت ، فصرخت ثم رفسته فوقعت اللقمـــــــــة .. ثم رشت الماء على وجهه ، ففتح عينــــــه .. وهو مستح من صاحب المنزل ..
فــــأقبلت عليـــه ، وهو لايصدق بالحياة ، وقالت له : هــــــــل كتبت مثل هذه في كتبك ياااابطل ؟
فقـــــــال لها : لا واللــــــه ، إنـــــــي تبت على يديـــك ، لــــــــن أكتب شيئـــاً عن حيل النساء .
ثــــــــم قام ورمـــــى جميــــع الكتب ، وذهب إلـــى حال سبيــــله ..