اسمها ونسبها:
هي سفانة بنت حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بنأخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي، وأبوها حاتم الجواد الموصوف بالجود الذي يضرب به المثل ، وكنيته أبوسفانة، وأبو عدي ، وكني بابنته سفانة –رضي الله عنها ؛ لأنها أكبر ولده ،وبابنه عدي بن حاتم
كان أبوها حاتم الطائي من أبرز شعراء العرب ، وأكثرهم جواداً، وجوده يشبهشعره ، ويضرب به المثل في الكرم وحسن الخلق ؛فيقال :" أكرم من حاتم " ؛لأنه كان زاهداً في الخير ، يزهد بما في يديه وإن أتته الدنيا بحذافيرها ،فقد كان ينفق كل ما لديه للضيوف والمحتاجين ، حتى لو كلفه ذلك جوع أهلهوولده ، حتى أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها فيه عندما وصفته : "يا جارية ، هذه صفة المؤمن حقاً ، لو كان أبوك إسلامياً لترحّمنا عليهخلّوا عنها فإن أباها كان يُحِبّ مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق). ، و توفي حاتم سنة 46 ق.هـ ولم يدرك الإسلام .
صفاتها:
كانت سفانة رضي الله عنها من فواضل النساء، جزلة فصيحة متكلمة ، تملأهاالثقة والعزة بمكارم الأخلاق، وكانت تعتز بنسبها وبأبيها وبكرمه، وتفاخربذلك بين الناس ، محبة لوطنها ، فقد كانت تترقب من يفد إلى المدينةالمنورة كي ترجع إلى موطنها ، وتظهر قوة شخيصيتها ، وسداد رأيها عندماأشارت على أخيها بزيارة الرسول والمثول ل بين يديه ، وجمعت إلى ما سبق منفضل جمال الجسد ، فقد كانت بيضاء حوراء ، متعدلة القامة
إسلامها:
أصابت خيل رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ابنة حاتم الطائي في سبايا
طيّ فقدمتْ بها على رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-فجُعِلَتْ في حظيرة بباب
المسجد فمرّ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقامت إليه وكانت امرأة جزلة ، فقالت
يا رسول الله هَلَكَ الوالِد وغابَ الوافد )،فقال
ومَنْ وَافِدُك ؟)، قالت
عدي بن حاتم )، قال
الفارُّ من الله ورسوله ؟)، ومضى حتى مرّ ثلاثاً ، فقامت وقالت
يا رسول الله هَلَكَ الوالِد وغابَ الوافد فامْنُن عليّ مَنّ الله عليك )قال
قَدْ فعلت ، فلا تعجلي حتى تجدي ثقةً يبلّغك بلادك ، ثم آذِنِيني )
وفي رواية أخرى أن سُفانة قد قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يا مُحَمّد ! إن رأيتَ أن تخلّي عنّي فلا تشمِّت بي أحياء العرب ؟! فإنّيابنة سيّد قومي ، وإنّ أبي كان يفُكّ العاني ، ويحمي الذّمار ، ويُقْريالضيف ، ويُشبع الجائع ، ويُفرّج عن المكروب ، ويفشي السلام ويُطعم الطعام، ولم يردّ طالب حاجة قط ، أنا ابنة حاتم الطائي )قال النبي -صلى اللهعليه وسلم-
يا جارية ، هذه صفة المؤمن حقاً ، لو كان أبوك إسلامياً لترحّمنا عليهخلّوا عنها فإن أباها كان يُحِبّ مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق).
وقدم ركب من بليّ ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم فقلت سفانة : قدمرهط من قومي ، فكساها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحملها وأعطاها نفقة، فخرجت حتى قدمت الشام على أخيهاعدي فقال لها
ما ترين في أمر هذا الرجل " فقالت:أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكنالرجل نبيا فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تنزل في عز اليمن وأنتأنت،فكانت سببا في إسلام أخيها وإسلام قومها، وحسن إسلامها فرضي الله عنها.
جودها وكرمها:
" كانت سفانة من أجود نساء العرب كأبيها ، فقد كان أبوها يعطيها من إبلهفتهبها وتعطيها الناس ، فقال لها أبوها " يا بينه إن الكريمين إذا اجتمعافي المال أتلفا ، فإما أن أعطي , وتمسكي وإما أن أمسك وتعطي فإنه لا يبقىعلى هذا شيء" فقالت: " والله لا أمسك أبداً. وقال أبوها: وأنا والله لاأمسك أبدأً. فقاسمها المال وتباينا ولم يتجاورا".