نداوى الورد
عضو نشيط
الجنس : عدد المساهمات : 1157 النقاط : 3459 التقييم : 0
| موضوع: عبرات على الايام الإثنين 11 أكتوبر 2010 - 20:34 | |
| عَبــَرَاتٌ عَلـىَ الأيــّامِ
خِلالَ أيّامٍ ستُغَادِرُناسَتُوَدّعُ عَالَمَنَا ؛ لتـَنْضَمّ إلى ذَلِكَ الآخَرسَتَرْحَلُ بِلاعَوْدَةٍإلى ذَلِكَ العَالَمِ المُوحِشسَتَعتادُ الظـّلَامَ هنَاكَوَسَتُسَامِرُ الدّيدَانَ ..سَتَرْحَلُ إلى الأبَدِ" بِهَذِهِالكَلِمَاتِ الرّهِيبَةِ بَدَأَ ذُو المِعْطَفِ الأبْيَضِ حَدِيثَهُالطّوِيلَ , وَهُوَغَيرُ مُبَالٍ بالصّوَاعِقِ التِي أحْدَثهَا , وَغَيرَآبهٍ بِالأرْضِ التِي اهتَزّتْ لِصَدَاهَا وَلِلظّلامِ الذِي تَكَاثَفَلِهَولِهَا....سَتَرْحَلُ- ولَكِنْ لِمَاذا ؟فَالشّبَابُ مَازَالَ غَضّاً فِي فُؤَادِي , وَالوَقْتُ لا يَزَال أمَامِي _ ضَحِكَ بِسُخْرِيَةٍ وَهُوَ يَتَسَاءَلُ :عَنْ أيّ شَبَابٍ تتكلّمُ ؟فالمَوْتُ لا يُفرّقُ بين صَغِيرٍ وَ كَبَيرٍ ..وَعَن أيّ وَقتٍ تتحَدّثُ ؟ ....لا بُدّ أنّ شَيئاً مَا قَدْ أفقَدَكَ صَوَابكَ ...أتَحْتَاجُ إلى مَن يُنْعِشُ ذَاكِرَتَك ؟ لا بَأسَ , سَأُحْضِرُهُ الآنَ _مَرّتِ الثّوَانِي سَرِيعَةً وَإذَا بِذَلِكَ الشّخْصِ يَقِفُ أمَامِيمَرّةً أُخرَى يَجُرّ خَلْفَهُ طَاوِلَةً أشبَهَ بِطَاوِلَةِالعَمَلِيّاتِ !! -أتَعْلَمُ مَن هَذا؟_ كَيفَ لا ، إنّهُ وَقتِي , ولكِن أرجُوكَ قُل لِي مَاذَا حَدَثَ لَهُ ؟ أجَابَ وَهُوَ يَنْظُرُ إلَيّ بِنَظْرَةٍ يَتَطَايَرُ مِنْهَا الشّرَرُ :- وَتَتَسَاءَلُ بِكُلّ بَرَاءَةٍ ؟؟ أنتَمَن قتلَه , طعنتَهُ بِخَنْجَرِالغَف َلَةِ بِيَدَيكَ الآثمَتَينِهَاتَينِ , كُنَتُ مَعَهُ حِينَ مَا كَانَ يَحتَضِرُ بَينَمَا كُنتَ أنتَمُنغَمِسٌ فِي ارتكَابِ المَزيدِ مِنَ الجَرَائِمِ ..هَذِهِ رسَالتَهُ الأخِيرَةُ إليكَ , خُذهَا وَاقرأهَا بِسُرعَةٍ فَالزّائِرُ قَدْ اقتَرَبَ , وَسَيَكَونُ هُنَا فِي أيّ لَحظَةٍ ... بيَدٍمُرتَجِفَةٍ فَتَحْتُ الرّسَالَةَ , وَقَبلَ أنْ أبدأ فِي قِرَاءَتَهَاإذَا بِالصّوتِ الشّامِتِ يَقُولُ مِن جَدِيد : لقد ابتَلاَكَ الله بِهَذاالبَلاءِ جَزَاءَ مَا اقتَرَفَتهُ يَدَاكَ حِينَ قَتَلتَ الفَتَىالمِسْكِينَ وَبَعْدَ هَذِهِ الطَّعْنَاتِ رَحَلَ مَعَ جُثَتِهِ بَعِيداًالّلهُمَ صَبْراً ...مَتَى سَتَنْتَهِي هَذِهِ المَأْسَاةُ؟!وَمَتَى سَأسْتَيْقِظُ مِنْ هَذَا الكَابُوسِ؟!قُلْتُ مُعَزِيَاً نَفْسِي قَرِيباً بِإذْنِ اللهِبَدَأتُ فِي قِرَآءةِ الرِسَالَةِ التِى كَانَت -وَيَالِلْدَهْشَ ةِ- مُذَيَلَة ًبِتَوْقِيعٍ أِعْرِفُهُأَمِنَالمُمْكِنِ أنْ يَكُونَ ذَاكَ الرّجُلُ صَادِقاً...أَمِ نَ المُمْكِنِ أنْيَكُونَ ذَلِكَ المَيْتُ هُوَ وَقْتِي وَأنْ تَكُونَ هَذِهِ رَسَالَةُاحْتِضَارِهِ؟!!لاأصَدِّقُ ذَلِكَ وَلَكِنّي سَأقْرَؤُهَا عَلَى أَيّةِ حَالٍ لِتَنْفُضَ عَنّيَ الضَجَرَ "إلَى قَاتِلَي أَبْعَثُ رِسَالَتِي الأخَيرَةإلَى الّذي لَطَالَمَا تَجَاهَلْ أنّاتِي وَزَفَرَاتِيإلَى الّذي سَقَانِي السُمَ وَجَرَّعَنِي ألْوَانَ الْعَذَابِإلَيْكَ يَاقَاتِل أَسْطُرَ حُرُوفِيوَأَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَعَدَ الْهَدَايَةِ إلَّا الضَّلَالُ وَمابَعْدَ النُّورِ إلَّا الظَّلَامُ وإِنِّي وَاللهِ عَجِبْتُ لِأَقْوَامٍ قِدْ حَبَاهُمُ الرَّحْمَانُ نِعْمَة َالهِدَايَةِ وِالإسْلَامِفَلَمْ يُسَخِرُوهَا لِتَقُودَهُمْ نَحْوَ عَدْنِ الجِنِانِكَمَاعَجِبْتُ لِأقْوَامٍ لَطَالَمَا أَرْهَقُوا أنْفُسَهُمْ بِتَرْدِيدِعِبَارَاتٍ جَوْفَاءٍ عَنْ أَهَمِيَةِ الوَقْتِ وِطُرُقِ اسْتِغْلَالِهِوَحِينَ تَنْظُرُ فِي أَوْقَاتِهِمْ ترَاهَا تَئِنُ وَتَنُوحُلِشِدَةِ تَضْيِعِهِم لَهَا....أَمَاكَانَالأَجْدُرُ بِكَ يَامُضَيِّعَي لَوْ أَنَكَ مَلأتَنِي شُكْراً وَحَمْداً...اسْتِغْفَارا ً وَإِنَابَةً.... تَبَتُلاً وَعِبادَةً لِخَالِقِالأَرْضِ وَالَسَّمَاوَات ِ؟!...أَمَا كَانَ الأَجْدَرُ بِكَ لَوْ أَنَكَ اتَخَذْتَنِي مَطِيَّةً لَكَ نَحْوَ الخَيْرِ وَالصَلَاحِ؟!أَمَاكَانَ الأَجْدُرُ بِكَ أنْ تَرْفُضَ بِكِبْرِيَاءٍ عُرُوضَ الِغوَايَةِ والإِضْلَالِ وَتَقُول" سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَانَبْتَغِي الجَاهِلِينِ" ؟!فلتكن إذن عِبْرَةً لِمَنْ يَعْتَبَرُعِبْرِةً لِكُلِ مُسَوِفٍ وِمُفَرِطٍ فِي أوْقَاتِهِعِبْرَةً لِكُلِ مَنْ سَلـَّمَ لِدُنْيَا مُخَادِعَةٍ مَفاتِيحَ قَلْبِهِ عِبْرِةً لِكُلِ مَنْ لَمْ يَجْعِلْنِي مَطِيَتَهُ نَحْوَ السَعَادَةِ الأَبَدِيَةِوَالآن إلَى لَقَاءٍ أَمَامَ حَاكِمٍ لا يُضَامُ عِنْدَهُ المَظْلُومُ" قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ " وَبِمُجَرَدِانْتِهَائِي مِنْ القِرَاءةِ فُتِحَ البَابُ بِعُنْفٍ....ما الَّذِييَحْدُثُ الآنَ؟....يَبْد ُوا أَنَ الجَمِيعَ هُنَا مُصَابُونَ بِلَوْثَةِجُنُونٍ فَهَذَا زَائِرٌ يَقْتَحِمُ غُرْفَتِي بِلَا اسْتِئْذَانٍ وَذَاكَ يَتَهِمُنِي بَالقَتْلِ وَآخَرٌ يَ......هُنَا تَوَقَفَ الحِوَارُ الدَاخِلِيُ الثَائرَ لِيَحِلَ السُكُونُ وَالفَزِعُ مَكَانَهُ بِلَا جِدَالٍإِنَهُ هُوَالمَوْتُلَمْ أَكُنْ أَحْلُمُلَمْ تَكُنْ هَذِهِ الرِسَالَةُ وَهْمَاًلَمْ يَكُنْ الغَرِيبُ كَاذِبَاً إِنَّها النِهَايَةُ " رَبِّ ارْجِعُونِ لَعِلِّي أَعْمَلُ صَالِحَاً فِيمَا تَرَكْتُ "وَجَاءَ الجَوَابُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ " كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون"لِتَأخُذْمِنْ قِصَتِي عِبْرَةً وَلتَسْكُبْ عَلَيْهَا عَبْرَةً وَخُذْبِنَصِيحَتِي بِيَمِينِكَ وَلَاتَرْمِ بِهَا بَعِيدَاً وَرَاءَ ظَهْرِكَ اغْتَنِمحَيَاتَكَ قَبْلَ مَمَاتِكَشَبَابَك قَبْلَ هَرَمِكَصِحَتَكَ قَبْلَ مَرَضِكَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ نَسْألُالمَولَى جَلّ وعَلا أنْ نَكُونَ قَدْ وُفّقنَا فِي طَرْحِنَا كَمَانَسْأَلُهُ تَعَالَى أنْ يَهدِي شَبَابَ الأمّة أجمع إلى مَا فِيهِ صَلاحُدِينهِم ودنياهم .. هذا وصلى اللهم وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . | |
|
الحلم الضائع
مدير عام
الجنس : عدد المساهمات : 4510 النقاط : 5942 التقييم : 8 العمل : نائب المدير
| موضوع: رد: عبرات على الايام الأحد 6 فبراير 2011 - 8:09 | |
| | |
|