HAMADA
عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 1452 النقاط : 4338 التقييم : 0
| موضوع: تدهور.. ربما الخميس 14 أكتوبر 2010 - 10:18 | |
| يداعبني الفجر.. أن أستيقظ.. مرة.. وأخرى.. وثالثة.. و روحي تتهادى بين أطيافكَ اللطيفة.. بين صاحيةٍ و غافية.. كلُّ شيء هنا.. يذكّرُ بك.. كل شيء يشدني لوجهك.. كطفلٍ.. تاه لتوه.. و أدرك أنه تائه.. و بدأت اللوعة تغرقهُ رويدا برعشة دافئة تزداد حرارة.. كلما حامَت عيناه أكثر في المحيط.. حتى صارت كل صورة.. وكل لون و صوت.. وكل رائحة تزيدُ الغشاوة المالحة في عينيه.. لأنّ أيّاً منها.. ليس الوجهالذي أضاعه.. و لا الحضن الذي يريدُ الآن أن يُغمر به.. بتفاصيله..بعطره.. بدفئه.. طويلا.. ربما إلى أن يغفو.. بين دموعه و شهقاته.. بينرعبه و أمانه.. استيقظتْ.. نهضت.. و استوعبتُأن جرسَ الباب قد رنّ حقا.. و فتحتُ لعجوزٍ طيبة تبيع الحليب.. بضعُ كلماتدافئة.. وسلام.. و كثير من الذكريات الحميمة تعانق الآن حواسي.. تراقصها..و وجهكَ.. يعانقُ بإصرار كل ذكرى.. كأنه يُثبت لي.. أنّكَ معي منذالطفولة.. أنك جزء مني.. أنّا خُلقنا معا.. و عشنا وكبرنا معا.. مع أننالم نلتقِ حتى الآن.. لكن لقاءنا كان مقدرا.. كان مُنتظَرا.. كانمُنتظِرا.. أن نكبر.. أن ننضج.. أن نُدرِك.. أننا مقدّرَين لبعضنا.. أنّيلك و أنك لي.. أنكَ مني وأنّي منك.. و انتظرتْ الروح طويلا أن تكبر.. أنيجمعها الزمن بنصفها الآخر.. كل شيء هنا.. يذكر بك.. .. صباحٌ هادئ.. شمسٌ وصلت منالقُرى لتوها.. من صوبكَ.. من عينيك.. و رائحةُ حطبٍ تغلغلت بين خصلاتنورها اللطيف تداعبُ بها المدينة الناعسة.. تحاولُ إيقاظها قبل أن يستيقظغضب السيارات و جنون البشر.. كل شيء هنا .. يذكرُ بك.. فيروزُ هنا.. في كل مكان.. و في كل أغنيةٍ.. تغنّيك.. تذكرتْ..! البارحة أُهدِيتُ من صاحبِ دكانٍ للورد وردة حمراء.. أركضُ صوبها كالعطِشِ الذي وجدواحة في الصحراء.. و ما إن ابتسم لي عطرها حتى انهمرت دموعي بلا وعي..تسارعتْ دقات قلبي.. شممتها مرة أخرى.. وثانية و ثالثة.. كأني أعانقكَ فيكل مرة!.. و أفتحُ عينيّ و لا أجدك.. ليختلج قلبي مرة.. و أخرى.. وثالثة... وأنتحب.. كل شيء هنا يذكر بك!! أضيعُ من جديد بين ابتسامات.. ودمع.. أتعرف..؟ لمْ يُهدني أحد وردة كتلك.. سوى أنت و صاحب دكان الورد ذاك..! أريدُ الآن أن أعانق الكون..عانقتُ أهلي.. أمي أبي أختي.. أخي الصغير.. ما زال غافيا.. داعبتُ شعرهبأصابعي.. قبلتُ عينيه قبلتُ وجهه.. مرغتُ بوجهه وجهي .. بابتسامته.. و تركته و عدتُ لوردتي.. للورقةللقلم.. بدأتُ أكتب.. بنهم.. وبين الكلمات.. وصلَ أخي بابتسامة عريضةعانقني و قبلني.. و مازال نصف غافٍ.. ضحكْتْ.. ثمّ استلقى بقربي.. وعدتُللكتابة.. و تابعتْ فيروزُ سكبَ النبيذِعلى روحَيْنا.! فغفى أخي بعينين نصف مغمضتين وابتسامة مترددة.. وعادتالكلمات.. تزرعني على الورقة.. عاشقة.. مجنونة.. مشتاقة.. طفلة رائعة..صبية متعبة.. و عجوز حكيمة!.. ملأَتْها الحكمة بالحزن و الفرح معا..بالإدراك والتيه.. معا.. كل شيء هنا.. يذكّرُ.. بك.. !! | |
|
الحلم الجديد
Admin VIP
الجنس : عدد المساهمات : 3701 النقاط : 8342 التقييم : 18 العمل : صاحب منتديات الحلم الجديد
| موضوع: رد: تدهور.. ربما الجمعة 26 نوفمبر 2010 - 11:48 | |
| | |
|