مسائل فقهية متعلقة بالوضوء لا يعلمها كثير من الناس:

مسائل فقهية متعلقة بالوضوء لا يعلمها كثير من الناس:


(1)

روى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:


أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي ، وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم
لم يصبها الماء فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء والصلاة .
صحيح أبي داود


التوضيح:

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقر الرجل على تقصيره في الوضوء
وعدم إيصاله الماء لكل أعضاء الوضوء حتى لو كان مقدار ما فرّط فيه هو مساحة عملة معدنية (الدرهم) !!

وأمره بإعادة الوضوء وإعادة الصلاة لأنه وضوءه لا يجزئ ولا يصح.


(2)


عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال:

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن : الوضوء من لحوم الإبل ؟
فقال : توضؤوا منها . وسئل عن : الوضوء من لحوم الغنم ؟

فقال لا تتوضؤوا منها . صحيح الترمذي



التوضيح:

الحديث فيه حكمة تشريعية من الله سبحانه وتعالى قبل أن يكون تكليف من الله على عباده

فهو اختبار لعبودية المسلم ..

هل سينقاد لأوامر الله و رسوله أم سيحكّم عقله مقابل ما جاءه عن الله و رسوله؟؟

فالنبي صلى الله عليه وسلم أوجب الوضوء عند أكل لحم الإبل ولم يوجبها في أكل لحم الغنم... وكلاهما لحم !!




(3)


عن أبي رافع مولى رسول الله رضي الله عنه

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ومرتين مرتين ومرة مرة

صححه الألباني



التوضيح:

أنه ورد أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم الفعلية في الوضوء على 3 أحوال:

- إفاضة الماء على أعضاء الوضوء ثلاث مرات لكل عضو

- إفاضة الماء على أعضاء الوضوء مرتين لكل عضو

- إفاضة الماء على أعضاء الوضوء مرة واحدة لكل عضو

ويستثني منها الأعضاء التي ورد فيها المسح مرة واحدة وهو مسح الرأس و الأذنين.

*تنبيه* :
بعض الناس يفرط في الوضوء إذا انعدم أو نقص عنده الماء
لكن يوجد ما يسد حاجته.. على صورتين:

- إما يضيع الصلاة تماما لحين توفر الماء
ولا شك هذا خطأ عظيم.. فلو كان يملك من المال مقدار ما
يشتري به زجاجة ماء ولم يفعل .. فهو مفرّط.

- إما يتساهل و يتيمم

ولا شك أن التيمم رخصة شرعية .. لكنها مشروعة عند انعدام الماء
وكما ذكرنا أنه يجزئ في الوضوء (أي يصح الوضوء)

بإفاضة الماء على الأعضاء ولو مرة واحدة لكل عضو.

واقرأوا هذه الجزئية من الحديث:

عطش الناس يوم الحديبية ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه
ركوة -علبة فيها ماء- فتوضأ منها
... صحيح البخاري

القصد أنه توضأ من كمية صغيرة

وكذلك.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يجزي من الوضوء المد ومن الجنابة صاع"
صححه الألباني

والمد : حجم "الكوز"




(4)

عن عبد الله بن زيد :

أنه أفرغ من الإناء على يديه فغسلهما ، ثم غسل - أو

مضمض واستنشق - من كف واحدة ،

ففعل ذلك ثلاثا ، فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين ،

ومسح برأسه ، ما أقبل وما أدبر ، وغسل رجليه إلى الكعبين ،

ثم قال : هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم
. صحيح البخاري


التوضيح:

أن الماء الذي يدخل الفم و الأنف للمضمضة والاستنشاق ماء واحد يدخل في كليهما في آن واحد.





(5)

سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر
ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأ به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر؟
فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه الحل ميتته .


صحيح البخاري


التوضيح:

ماء البحر ماء طاهر جائز الوضوء به في حال توافر الماء العذب أو عدم توافره ..

فإن كنت على شاطئ أو في عرض البحر فلا تضيع الصلاة بحجة عدم توافر ماء عذب للوضوء به..

فماء البحر طاهر بنص قول النبي صلى الله عليه وسلم.



(6)

هكذا الوضوء ، فمن زاد على هذا ؛ فقد أساء و تعدى و ظلم . يعني الوضوء ثلاثا ثلاثا
حسنه الألباني

التوضيح :

خير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم ..

فالواجب اتباع فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء والالتزام بسنته

وهو الأكمل حالا عند الله... وليس بقدر الزيادة!

وسبب وصف النبي صلى الله عليه وسلم أن الزيادة تعدي و ظلم

لأنها فيها قدح واتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بالتقصير في بلاغ الدين

وحاشا لله أن يفعل !


ومن أراد التنبيه أو الإستفسار عن مسألة معينة
فليتفضل بها.. وبإذن الله نبحث فيها



ارجو الدعاء لي بالثبات في الحياة و عند الممات

جزاكم الله كل خير