ادعى فرعون الديمقراطية
فقال لقومه (قال فرعون ياقوم ذروني أقتل موسى وليدع ربه ،إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)
أعلى مراتب الديمقراطية يدعيها فرعون فهو يستعطف قومه بلفظ (ذروني) أن أن الأمر بيدهم فإن لم يتركوه أو يوافقوه على قتل موسى
فلا يستطيع وحده أن يفعل ذلك كما أنه يقدم لهم الحكم وحيثياته (أسبابه)
في قوله ( اني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) وهي فعلا قمة الأداء الديمقراطي ،
انخدع كثيرون في أداء فرعون وظنوه ديمقراطيا تترسخ الديمقراطية في عقله فبدأوا يستخدمون الوسائل الديمقراطية في التعبير
فقال رجل مؤمن من آل فرعون "أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، ان يكن كاذبا فعليه كذبه وان يكن صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم به"
فكان منطقه قوي وحجته دامغة ،
فماذا قال فرعون عندما سقط بيديه من حجة الرجل المؤمن قال (ما اريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)
ظهرت الحقيقة الدكتاتورية لفرعون وكيف انه جبار طاغية لا يحترم رأيا غير رأيه ولايرغب في الشورى ،
ثم ماذا حدث بعد ذلك ، (قالوا يا موسى أجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى) فكان أختيار المكان بمعرفة فرعون موسى ،
لما أجتمعوا قالوا (ياموسى إما أن تلقي وإما نكون أول من ألقى قال بل ألقوا) فكان البدء بالالقاء من سحرة فرعون (فإذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم أنها تسعى)
فأوجس في نفسه خيفة موسى ، ولكن الله قال له (لاتخف والقي ما في يمينك تلقف ما صنعوا ان ماصنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى)
فألقى موسى ما في يمينه فأكلت سحرهم وهنا انهزم فرعون الدكتاتور الطاغيه امام شعبه واعلامه
ولكنه بدل من ان يعترف بالحقيقه و يتوب ويرجع عما هو عليه من كفر وطغيان واجرام
قال الطاغيه فى استكبار ( يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي )
هنا غرق فرعون موسى ولكن لم يغرق وينتهى معه الطغيان والاستبداد و الديكتاتوريه بل بقيت الى يومنا هذا
مصداقا لقول ربى ( وَتِلْكَ
الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ
آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ )