اغتيال الساندريللا

كانت تنتظر الرفاق في مكان التقائهم المعهود"ياالله ....كتير تأخروا..." وتنظر أخيراً إلى ساعتها فتظهر عليها الدهشة"اووووو...ما أغباني نسيت انو اليوم يبدأ التوقيت الصيفي.... باقي حواليساعة كاملة على وصولهم"
كان الجو جميل شجر ....وأصوات عصافير و هدوء وبجانبها نافورة صغيرة
في الطاولة المجاورة هنالك معجب وسيم ......فتنظرإليه هي وتقول ببالها "افففف......فايق ورايق " ويهيء لها أنه يشبهممثلين زمان نعم إنه يشبه رشدي أباظة وتبتسم ابتسامة خفيفة وتهز أكتافهابلا مبالاة وتلهي نفسها بكتاب في يديها ويبدأ هو التحدي ويقرر أن يحصل علىإعجاب هذه الساندريللا.........نعم هكذا هو لقبها فيما بعد فيغير الطاولةويجلس مقابلها ....يبتسم لها من بعيد وتبدأ هي رحلة الصراع الداخلي بينالحب والأخلاق وتمر أمام عينيها الكثير الكثير من المفاهيم المكدسة داخلوجدانها كإمرأة شرقية تسمع كلمة" هاذا عيب" في يومها أكثر من أي شيء ومنذولادتها وتسمع كلمة "ما بيصير " أكثر مما تسمع إسمها .....ثم يأتي الحبيبويطلب منها عكس ذلك تمااااماً....هذا شعور يجلب البكاء والتعاسة ولكنها فينفس الوقت إنسانة تحمل بداخل صدرها قلب ينبض ألا تستحق هذه الإنسانة أنينيض قلبها من الحب بدل أن ينبض من المخاوف والهواجس والقلق وألا يستحقهذا القلب النابض أن ينبض بالحب بدل أن بنبض بالمفاهيم المبهمة والقلق
"آآه متأسف يا آنسة بس القلم وقع مني تحت طاولتك......" مع ابتسامة طبعاَوأكيد ..أكيد...أكيييييد القلم قد وقع بالغلط فتحمل حقيبتها وتترك لهالطاولة والمكان بأكمله وتقرر أن تنتظرهم داخل المبنى إذ يوجد هناك معرضلوحات فنية
وتقف أمام لوحة استوقفتها كأنها تعبر عن قصة حب أو ماشابه كان المكان هادئجداً بحيث لايوجد أي صوت غير موسيقى هادئة فيقطع حبل أفكارها صوته منخلفها ...
الغريب بالأمر أنها لم تستغرب ربما كانت تعلم أنه سيتبعها أو بالأحرى كانت تتمنى ذلك
"اللوحة جميلة صح؟؟"
"انت وبعدين معك.....؟؟؟!!!"
و يبتسم كأنه كان ينتظر هذا العنفوان فيستفزه نفورها ويبدأ من جديد "واللهولا شي بس بصراحة استلطفتك يعني إزا بتحبي ممكن آخذ رقم تلفونك؟؟؟؟؟!!!"
"شووووووو؟؟؟؟... على فكرة انت زودتها ....تخلينيش هلئ أحكيلك حكي ما يعجبك....."
"أوكى بس أنا مو شخص سيء ...... يا ستي شو رأيك ........."
ويقاطعهما صوت رفاقها يبحثون عنها والمفاجئة هي ............................................................أحدالرفاق"هاها.....!!!!!! انتو بتعرفو بعض؟؟؟؟؟ نحنا كنا مقررين نلتقي معكماليوم ونعرفكم على بعض" فتتغير هي ملامحها من الإحراج ويبتسم هو ابتسامةفيها نصر وينظر إليها بما معناه ......"أين ستهربين من قلبي ...."
وتبدأ هذه المسكينة رحلة الصراع مع ذاتها ....ماذا تفعل ؟؟؟ أين تذهب؟؟؟كيف تتصرف؟؟؟هي تحبه ولكن لا تعرف أن تعبر هي تربت أن تكره لا أن تحب تربتأن الحب هو العيب و أن المشاعر المتبادلة خطيئة وأنها يجب إذا أتاها الحبأن تصده وأن يمر العمر بلا أي قصة حب
وتتوالى اللقاءات المشكلة تزداد تعقيد فقد مضى على كل ذلك عام ونصف....كلاهما في قمة الحب وقمة التعاسة ......هو من الذكاء بحيث يدرك بأنهاتحبه ولكنها تعاني من مشكلة صراع وأن عليه مساعدتها وهي تريده سعيد تريدهيفرح عندما يلتقيان لا أن تؤلمه بعنفوانها الزائد و عقدها
في كل مرة كانت تمضي الليلة السابقة للقائهما وهي تفكر وتخطط كيف ستكون رقيقة ومحبة وحنونة و
انها ستحتضنه نعم ستحتضنه......وستحتويه وستنسيه كل آلامه وكل ما عاناهمنها ولكن عند اللقاء يحدث العكس تماماً فتقابله بابتسامة باردة ونظراتجافة وكلام مختصر وتنهي اللقاء بنقاش حاااااااااد ......ليس ذلك فحسب......بل وتهزئه أحياناً بحيث يكون بموقف لا يحسد عليه أبداًابداً........الموقف أحياناً يكون كوميدي بما فيه الكفاية ليضحك من حولهموأحياناً يضحكون هم ينتهي اليوم بدمعة لكليهما ولكنه رغم وحشيتها معه.....لا يزال يحبها رغم المعاناة وكان يردد دائماَ "انا أحبها لأن الله وضعالصدفة لتجمعني بها ولأني أعرف حجم معاناتها
في إحدى المرات قال لها إن الساندريللا التي يعرفها الجميع كانت تنتعلحذاء زجاجي رقيق جلب لها الحظ والسعادة ولكن السانريللا التي أعرفها أناوحدي تنتعل حذاء ضيق مقيت يجلب لها دائماً الألم و يوماً ما سيجعلها تقعويكسر لها ساقها الرقيقة وأنا أحاول جهدي أن أجعلها تغيره حتى لو أخذ منيذلك عمري كله فأنا وهبت لها قلبي وكرست لها عمري.........لأني أحبها بدونأي......... مقابل