وتفلت منا صباحات كثيرة..
بانتظار غرقٍ آخر..
غرق من نوع آخر.. لا يشبه الحلم..
بانتظار استيقاظنا.. فوق كل لجينٍ راقصَ أحلامنا بلطف.. بسَكَرْ..
بانتظار أن يستمع القمر مرة لحياتنا.. معا..
فلا يسعه الوقت ولا الكلمات.. ولا مويجات اللجين أن تحكي لنا هي عن قصص أحلام نبتسم لها..
فحياتنا صارت القصة الأكثر غرقاً.. ! صارت امتدادا لأفق أبعد لن يصله أحد سوانا.. فنحن خلقناه.. منّا ولنا..
فلتفلتِ الصباحات منا إذا.. انتظارا..
..
وجدتكَ يا صديقي أخيرا.. لكنّ انتظاري لم ينته بعد..
هل ستنتظر معي إذا..؟ هل ستنتظر قربي.. دفئا لطيفا..
أو سننهي معا انتظارنا.. بردا وسلاما..؟
..
أم أني سأضيعك من جديد؟ .. ليدوم انتظاري إلى الأبد..
هل سيخلّدُ موتي، انتظاري؟.. لتُكتبَ روحي على قبر كل منتظرٍ.. حارس انتظار..
هل سأنجو من الخلود على قبور أغنية الثقة..
هل ستفكَّ قيدي من عِتقِ عطرٍ قديم لم يعد اسم الحب يلائمه.. لم يعد يشبهه..
هل ستضيعني وأنت قربي صديقي.. وأنت تعانقني.. وقبل أن نجد جنتنا المفقودة.. في عتق يشبه ذاك الذي أضاع اسمه..
..
فلتفلت منا الصباحات إذا.. انتظارا..
أن يُقتلَ الشوقُ على أيدينا.. لنولدَ من جديد.. دون أن نعرف.. دون أن نذكر جريمتنا..
فقد وُلدنا من جديد.. زمناً آخر على قبر انتظار.. زمنا بقدر عتقه جديد..
لن نكتشف فيه تفاح المعرفة.. لن نعرف فيه معرفة علماء العتق و التحليل والأسماء.. التي تتبدل حتى تضيع في النهاية..
سنعرف أننا أنت وأنا.. لنا.. سنعرف العمر في صباح كان ينتظرنا دون أن نعرف.. دون أن ندرك.. أنه صباح..
أنه انتظرنا.. أنه لنا.. وأنه انعتاقٌ انتظر ليضيع فينا..
..
فلننتظر بعد إذا.. ولتفلت منا الصباحات بعد..
ليتابع اخضرار القبل الناعسة على جبين أيامنا..
إلى أن تلتقي عيوننا مفتوحة.. بقبلة..
..