اشتبك مؤيدو الرئيس اليمني علي
عبد الله صالح أمس لليوم الرابع على التوالي مع متظاهرين من الطلاب
المعارضين له ما اسفر عن اصابة عشرة اشخاص على الاقل ، فيما امتدت
الاحتجاجات الشبابية الى عدن في جنوب البلاد حيث قتل متظاهران. واضافة الى
الجرحى العشرة ، تم الاعتداء بالضرب على ثلاثة صحافيين خلال المواجهات التي
اندلعت امام مبنى جامعة صنعاء الذي بات يشكل معقل الحركة الاحتجاجية
المطالبة برحيل صالح. واتهم متظاهرون معارضون "بلطجية" تابعين للحزب الحاكم
بالاعتداء "بشكل وحشي" عليهم كما اكدوا وجود شرطيين بثياب مدنية بين
المعتدين.
وقال رئيس اتحاد طلاب جامعة صنعاء رضوان مسعود ان "بلطجية
وانصار الحزب الحاكم يريدون من طلاب الجامعة الخروج الى امام الجامعة
لتحصل مجزرة ، لكن الطلاب لن يثنيهم اي عمل يقوم به الحزب الحاكم عن مواصلة
ثورتهم". وتسلح بعض الموالين للنظام بالعصي والحجارة والجنبيات (الخناجر
التقليدية). وانطلق المتظاهرون من الجامعة باتجاه ميدان السبعين حيث قصر
الرئاسة ، الا ان مئات من مناصري صالح صدوهم على الفور. وتجددت في وقت لاحق
المواجهات داخل مبنى الجامعة فاطلقت الشرطة عيارات تحذيرية في الهواء. في
السياق ، صرحت مصادر خاصة بوزارة التعليم العالي في اليمن بأنه تم إقالة
رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد الطميم من منصبه ، على خلفية الاحتجاجات
الطلابية التي شهدتها الجامعة منذ أسابيع. وقالت المصادر لموقع "نيوزيمن"
الإلكتروني الإخباري إن الإقالة تمت بتوجيهات عليا ، مشيرة إلى أنه تم
ترشيح الدكتور أحمد باسرة رئيسا للجامعة. الى ذلك ، ينفذ مئات القضاة
اليمنيين اعتصاما امام مبنى وزارة العدل للمطالبة بتعزيز استقلالية القضاء
وباقالة مجلس القضاء الاعلى. وبدأ الاعتصام منذ الثلاثاء الا ان اعداد
المعتصمين ازدادت بشكل كبير أمس ، فيما قدم بعض القضاة من مناطق اخرى في
اليمن.
وفي أماكن أخرى بصنعاء تجمع عشرات الصحفيين أمام نقابة
الصحفيين للاحتجاج قائلين انهم يتعرضون لهجمات مستهدفة لتغطيتهم للمظاهرات.
واندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والحجارة في حي
المنصورة بعدن (جنوب) بين قوات الامن ومئات الشبان المتظاهرين ما اسفر عن
سقوط ثلاثة جرحى ، حسبما افادت مصادر محلية وطبية وشهود. وذكر شهود عيان ان
اشتباكات عنيفة دارت في محيط مبنى السلطة المحلية في حي المنصورة. وكان
مئات الشباب تجمعوا في ساحة هذا الحي مطالبين برحيل الرئيس اليمني ومحاربة
الفساد كما اقتحموا مبنى للسطلة المحلية واحرقوا اربع سيارات ، فيما اصيب
احد المتظاهرين بجروح في اشتباكات مع الامن.
وتجمع الشباب في موقف
حافلات الرويشات وافترشوا الارض رافعين شعارات مثل "ارحل يا علي" و"لا
فساد" ، و"لا خوف بعد اليوم". واطلقت قوات مكافحة الشغب اعيرة تحذيرية
وغازات مسيلة للدموع فرد المتظاهرون برشق بالحجارة ثم انسحب الامن من
الساحة.
وفي وقت لاحق ، اقتحم المتظاهرون مبنى المجلس المحلي
للمنصورة واحرقوا اربع سيارات تابعة للحكومة. وتدخلت قوى الامن لحماية
المبنى واندلعت اشتباكات قوية بين الطرفين بحسب شهود عيان.
من جهة
اخرى ، اعتصم موظفون حكوميون في عدن للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية ووضع
حد "للفساد" وبرحيل مدرائهم والمحسوبين عليهم مرددين هتافات مثل "ارحلوا
قبل ان ترحلوا". كما تجمع 500 شخص في مدينة تعز الى الجنوب من صنعاء. وهتف
المحتجون منددين بتهميش أبناء عدن وبالفساد والظلم. وكان أغلب المتظاهرين
من الشبان العاطلين في اليمن الذي تبلغ فيه نسبة البطالة %35 على الاقل.
وفي
دلالة أخرى على احتمال اتساع حركة الاحتجاج أصدر عبد الملك الحوثي زعيم
المتمردين الحوثيين في الشمال بيانا يشجع فيه المحتجين اليمنيين. وقال
الحوثي في بيانه "على الشعب اليمني أن يستغل الفرصة في الوقت الراهن للتحرك
الجاد.. التحرك الواعي.. التحرك المسؤول لتغيير الواقع وازاحة هذه
السلطة".
من جانبها تعهدت ناشطة يمنية بارزة بأن تحفز الانتفاضة
التي يقودها الشباب مستلهمين الثورتين الشعبيتين في مصر وتونس ووصفت وعد
الرئيس بالاصلاح بأنه "ذر للرماد في العيون" واعتبرت مبادرته مضللة. وخرج
مئات المحتجين الى الشوارع الشهر الماضي حين ألقت السلطات القبض على
الصحفية توكل كرمان ـ 30 عاما ـ عضو حزب الاصلاح الاسلامي المعارض لتنظيمها
ما وصفته الحكومة باحتجاجات غير قانونية. وأفرج عنها فيما بعد. وقالت
كرمان "الشباب سيكونون في الخط الامامي وسيرفعون شعار ارحل الان وليس غدا
وستلتحق بهم الاحزاب السياسية".